معبد وراقصة /بقلم الشاعرة :نداء طالب


منتدى الشعر ديوان العرب
معبد وراقصة 
بقلم الشاعرة :نداء طالب
معبدٌ وراقصةٌ 

جسدٌ كمعبدٍ بعمرِه الألِف ويزيدُ
زمنٌ ضاحكٌ دكَّ جدرانَهُ 
وعويلُ الرِّيحِ ...به ينتحبُ
أعمدةٌ بأنفاسِها الأخيرةِ 
تنهارُ بفعلِ اليأسِ ،لا بفعلِ الزمنِ العنيدِ 

سقفٌ عالٍ يسمحُ للشمسِ به تصولُ 
وللقمرِ بالاختباءِ  حين خحلٍ
أرضُه مخدعٌ مخمليٌّ لجذورِ الأرز ِ
فتمتدُّ بحريةٍ عابثةٍ كمحتلٍّ أرعنٍ 
المالكُ يزهدُ فيه كعاشقٍ ملولٍ 

وحدها تشعرُ بغربةٍ
المعبدُ لها مرهونٌ ، به حائرةٌ تدورُ
كيف لها مُقاماً بمعبدٍ متهالكٍ 
يراقصُ أذيالَ ثوبِها بخشوعٍ
قوانينٌ جائرةٌ رسمتِ الممنوعَ 
بينها وبين الألمِ ألدُّ صُحبةٍ 

من يقدرُ أن يرمِّمَ معبداً إلا بانيهِ 
بناءً ربانياً بأمرِ كنْ فيكونُ
ليِّناً طائعاً مباركاً أو كتلةً من جنونٍ
سينهارُ  على رأسِها مباغتاً
يصبحُ تراباً كما بدءِ التكوينِ
وتلك الجميلةُ لا تحتويهِ 

كطائر.ٍ بجناحٍ أخضر، يرسمُ للشمسِ دوائراً
بفضاءاتٍ من نورٍ ،ستتراقصُ مرحاً 
تجوبُ السماواتِ السبعِ تيهاً 
كلُّ ما يعتريها فرحٌ وحبورٌ
بعنقها سلاسلَ من بلورٍ مرتحلةٍ كالغجرِ 

حتى تتعانقُ مع طيرِها الوسيمِ
ووليفها المسحورِ بسوادِ مُقلتيها
حيث لا برداً ولا زمهريراً
ولا حراً ولا سرابًا
بل جمالٌ على جمالٍ عظيمٍ 

بملكوتٍ إلهيٍّ كريمٍ 
ليبقى الترابُ تراباً 
والروحُ تشق.ُّ عتمةَ الدنيا بنفقٍ  من طهرٍ ونورٍ
تتأرجحُ على حبالِ العفوِ والخضوعِ
آمنةً مطمئنةً مسالمةً ،بين يدي رحمنٍ رحيمٍ  

رحلةُ الإنصافِ والغرورِ
صرخاتٌ حين تشقُّ دربَها للحياة ِ
تستجدي أنفاساً للخلاصِ من ضيقِ رحِمٍ
شهقةُ بقاءٍ على حدِّ السيفِ تكونُ
بفلكِ الحياةِ قد تدورُ 

تبحثُ عن نبتةِ اكسيرِ الوجودِ
  بشهقةِ استجداءٍ أخرى
تودعُ الحياةَ مرغمةً مستسلمةً
ترابٌ وحفنةُ  عظامٍ  وسُكنى قبورٍ
جنةٌ أم نارٌ هناك هناك الخلودُ

نداء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حين مررت /بقلم المهندسة :هند كولين

ماذا أقول/بقلم الشاعره: لطيفه الزجاري

أريد أن ينزل الغيث/بقلم الشاعرة :غزلان البوادي حمدي