أختنق بصمت/بقلم الشاعره:ملاك الزين

مجلة الموعد الإلكترونيه

أختنق بصمت

بقلم الشاعره:ملاك الزين

أختنقُ بصمتٍ

ظننتهُ سندي 

آهٍ .. من طعن قلبي

آهٍ .. من قتلَ الروحَ في الجسدِ

لا ينفعُ أسفٌ و الجسدُ أنهكَ دونَ روحٍ

ينشدُ خلاصً من التعبِ

منذُ سنينٍ و الفراقُ يؤرقني 

غربتكَ غربتني قبلكَ

لم يعد الوطنُ وطني و لا الترابُ ترابي ..

أنتَ وطني و ترابي 

لا تكن فقط غربتي و ضياعي 

في إنتظاري ..

أما من رجوعٍ يشغلُ بالكَ

أما من نيرانُ عشقي تحرق أضلاعكَ

أما من ذكرياتٍ تأرق نومكَ ..

هل .. ؟! 

جعلتَ مني هامشاً منسياً

أمازالَ قلبكَ ينبضُ بأسمي عشقاً

أم إنكَ تناسيتَ ما كانَ بيننا

و جعلتني فقط من تحترق بناركَ

ناركَ التي ولعتها دونَ أخمادها لبرهةٍ

أنتَ النارُ فكنْ لها بردٌ و ثلجٌ ..

زدتَ في جروحي و ندباتي تحرجني

عمق الجروحِ باتَ يؤلمني ..

سنينُ عمري هدرتْ بتضحياتي

لم تكن شاكرناً ولا ممتناً ..

حملتُ كلَّ آهاتِ بصمتٍ

و دموعي تنسكبُ بحرقةٍ

أظهرُ لكَ إبتسامتي و أخفي عنكَ ألمي

ماتَ قلبي و لستَ لهُ مكترثُ

نسيتُ ألوانَ الفرحِ و الحزنُ يغمرني ..

أحاسيسي باتتْ تؤرقني 

أشكي نجوايَّ لخالقي بدمعي 

عقدتُ لساني أمامكَ عن الشكوى

و أغلقتُ آذاني عن زلاتِ لسانكَ

دونَ جدوى لم تتغيير ..

مازلتَ معي و تعيشُ غربتكَ

مازلتَ معي و تعاصرُ أهلُ الكهوفِ بعقليتكَ المتحجرةُ 

تفرضُ صطوتكَ و كأني لستُ بشرُ ..

جعلتَ من حزني ألفَ حزن

و ندمي ألفَ ندم

و من ألمي ألفَ ألم ..

لِمَ .. تصرُ على قتلي

على فرحي

على أملي ..

جعلتَ مني جسداً يفتقدُ الروحْ

جعلتْ مني شبهِ أنثى مرمية في أحضان الغدر 

جعلتْ مني جسداً دونَ روح تنتظرُ الوداع 

جعلتَ مني منكسرةَ رغمَ كبريائي

باتَ الشرخُ بيننا كبيراً و لن ْ يندملَ

باتتْ بيننا بحارٌ و أعاصيرٌ جارفةٌ

باتَ بيننا فراقٌ محتمٌ ينتظرُ الوقتُ

لنْ يعودَ قلبي لنبضهِ أبداً

أجعلْ قلبكَ يرقصُ على أنقاضَ جثماني ...

الشاعرة ملاك الزين