على مثلك البلدان تبكي/بقلم الشاعر :ابو جعفر الشلهوب
منتدى الشعر ديوان العرب
على مثلك البلدان تبكي
بقلم الشاعر :ابو جعفر الشلهوب
كتبت هذه القصيدة قبل أيام أثناء مرض
رئيس وزراء ماليزيا دكتور محمد مهاتير
محمد الذي نقل بلاده من الثرى إلى الذرى وأصبحت من نمور اسيا
،،،،،،على مثلك البلدان تبكي وأهلها،،،،،،،
عليك مهاتير المحاجر تدمع
وأرواحنا من حزنها تتوجع
على مثلك البلدان تبكي وأهلها
تشق جيوبـًا للثياب وتقطع
وتُهطلُ من أحداقها الدمع مسهبا
وتشرب كاسات الأسى تتجرع
يحق لها تبكي عليك بحرقةٍ
كما ثكلةٌ تبكي ضناها وتفجع
لقد قدتّ شعبـًا من حضيض إلى الذرى
وباتوا سنامات العلا يتربعوا
بلادٌ بها من كل عرقٍ وملةٍ
وما بها أرزاق ولا هي تصنع
سموت بها لما يديك مددتها
وظلّت كما الثلج الهطولِ وأنصع
فما خلسة غلت يداك بليلة
لغير كفاف العيش ترنو وتطمع
وما ملأت مما حبته خزائناً
ولا في بنوك الشرق والغرب تُودع
فَحُقَّ لإحداقٍ تفيض من الأسى
وتبسط راحات الرجا تتضرع
وتدعو لك والليل باسط جنحه
تظل بأثواب الهنا تتمتع
وعفوٍ من الرحمن عند لقائه
وجنات عدنٍ في نعيمها ترتع
فمثلك قد أعطى وما كلَّ زنده
وظل سنين العمر يعطي ويبدع
فقد سُستها عدلاً وعلماً وحكمةً
وكنت لأبواب المعارف تدفع
وصرت لمن يرنو السناء منارةً
ومن رغبوا العلياء أن يتتبعوا
إذا ِسيَست الأوطان عدلاً وحكمةً
وأهلوها أبوابًا إلى العلم يقرعوا
ولم تأكل الأغلال والقيد رسغهم
وليس إلى ذل المهانة يدفعوا
وإن كُممّ الأخيار خوفاً ورهبةً
وما رأيهم يُتلى ولا هو يُسمع
وعاث شرار الناس من غير رادعٍ
وصارت لهم كفٌ تصول وتصفع
فجناتها تغدو يبابا وماؤها
مناهله تخبو وفيضه يُقطع
وأبناؤها من قسوة العيش حلمهم
إلى النأي عن أوطانهم يتطلعوا
وإن طُهرتْ كف الإمام ونفسه
وأخلاقه كانت عن الرجس تردع
سما نحو أدراج المعالي وشعبه
يُقام لهم فوق الكواكب موضع
وإن غلَّ سلطانٌ من النخل تمرةٍ
رعيته للساق والجذر تقلع
خلاصة قولي في سطورٍ أخطها
وليس بمالٍ لي بذا القول يُدفع
وما لي ولاءاتٌ لحزبٍ وعصبةٍ
ولا كسب ودٍ ِلامرىءٍ أتّْطلع
سوى آهةٍ في خافقي نحو أمتي
فؤادي على أحوالها يتمزعُ
لها الله أدعو في سهادي وكبوتي
وما خابَ قولٌ في رضا الله يدمعُ
تعود كما الأقمار يسنو بريقها
تضيء على الدنيا سناءً وتسطع
وترتق آلامـًا بها بعد نزفها
فما النزف للأوطان يجدي وينفع
ويهطل بعد الدمع غيث محبةٍ
تطهر أحقاد القلوب وتنزع
لتنمو أزاهير السلام بدوحها
وتزهر باقات الوئام وتفرع
وتلبس أثوابــًا من الطهر أرضها
وتخضرُّ بعد اليبس والأمن يرجع
فما نحن دون الناس عقلاً و حكمةً
وما الجهل في جيناتنا يتطبع
إذا حُكِمَّ التشريع في كل خطوة ٍ
وأمسينا عن أضغاننا نترفع
سنرجع أقمار الزمان نجومه
وراياتنا فوق الكواكب ترفع
فكم تشتهي الأرواح أيام فخرنا
بشوقٍ إلى أزمانه نتطلع
تعليقات
إرسال تعليق