ترنيمة وجع/بقلم الشاعره:هاله فريوي


مجلة الموعد الإلكترونية للثقافة والأدب
ترنيمة وجع
بقلم الشاعره:هاله فريوي

ترنيمة الوجع

لمحتٌها تمشي على عجل... 
قلتُ : إلى أين؟...
 لملمتْ أشلاءَها في خجل 
وفي صمتها حسرة 
وبأنفاس متقطعة ردّت قائلة :
 الفاتنة مَرّوا بها...من هاهنا
حملوا نعشها بسرب النورس ذات مساء
 وهي مكبّلة وما تزال حالمة
أعلنوا عن موتها قبل موتها....
فبرمادها المترامي كفّنوها
وبريح الرّدى عطّروها
اليوم القلوب بلغت الحناجر....
مع أكداس الموتى المتراكمة
 ملطخة بالدّماء
كأوراق الخريف مبعثرة
ورائحة الإكليل تجدّد الأنفاس....
لكن عبثا غسلوها بأوجاع الثرى
ومحكمتها ما تزال  مؤجّلة...
 يا زهرة الرّوح الأبيّة 
طوبى لصمتكِ الرّهيب
المدجّج بحرب ضارية...
 أعلن القاتل المستتر 
عن نسف  كلّ الأرواح النّابضة 
والأفواه مكبّلة....صامتة
غزّة تحترق وهم في سبات...
عذرا ردّدتْ وهي تهرول متنهّدة...
حقّا أحقّا.... 
لم يسمعوا طرق البنادق وقرع القنابل....
وصياح العذارى يذوّبُ الجليد... 
وصرخة الأيتام مدوّية
ألم يروا قصف الدّيار... 
والجثث كحبّات الأرز متناثرة
أردفت العاشقة مرددة...
وبترنيمة الوجع على القلب جاثية
سيدة النساء 
وفخر العرب....القدس....
اِغتصبوها 
ونكّلوا الأوغاد بها في وضح النّهار 
والحرّاس نيام.... 
وحكّامها شاردة أذهانهم...
القلوب لغزّة منادية 
ومهلّلة للمجد طامحة
مهلا فلسطين 
لا تخشيْ المحن...
 وإن جثا على فؤادها العليل 
أثقال الورى
وإن اِختنقت أنفاسها بدخان القصف والرّماد
كوني يا قدس العرب كالبحر هائجة... 
مائجة...
اِغسلي أحزانك 
ولا تبالي الجراح والحفر...
لن يُسْكِت صوتك أحدٌ 
ولن تخمد أنفاسك 
اِمضي ولا تبالي بالعثرات...
والصّرخات المتعالية
 والهزّات والانكسارات والخيبات المتتالية...
ستظلّين موشّحة يريح المسك معطّرة
جميلة...وأصيلة.... ياقدس العرب
نحن العرب  
نعم نحن العرب لا نخشى النكبات
 وأرضنا مهما عصفَ بها الطّغاة 
ستظلّ واحة متفرّدة.... 
تنام الجفون وأرواحنا إليها مناشدة
عدوّ برداء السواد 
خنق الطفل الوليد
وصرخة الشهيد 
بقبس من النور يناجي القدس 
مردّدا هي لنا 
والعدوّ سيظلّ... 
هائما...
شاردا 
 بفصول متقلبة.....
نام الأوغاد 
وضمائرهم بين الضّلال غائبة
أحرقوا.... قتلوا.... شرّدوا...وسفكوا
وهم مازالوا يندّدوا...
عذرا ها قد نهضوا ليترشفوا مجدّدا 
قهوتَهم على مهل....
ويتصفّحوا الجرائد 
على نغمات وصيحات الأبرياء
بحثا عن الأبراج الواهية....
ومع  ترنيمة الوجع 
أقبل الصّباح
وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح
 ولكن هيهات... فلسطين المغتصبة 
في عرشها شامخة
سيعلن البرق مدويّا على صوت السّماء
الشّكوى اليوم سوى لربّ العباد ... 
وسلطة القدر عليك شاهدة 
إليك الأسود الكاسرة قادمة...
مادامتْ محكمة الطغاة مؤجّلة
وأرض العرب... 
ستظلّ للمجد جامحة
 هيهات هيهات عذرا فعاشقة القدس
لم تعد كعادتها باكية 
وبحرقة في الجفون كاتمة
اليوم على النّصر جازمة  
وبنداء لرب السماء مناجية
النّصر للقدس 
وستظلّ برغم الأعداء لنا باسمة
فصوت الحقّ آت مدويّا لردّ العداء...
القدس لنا 
والفخر لنا 
والعروبة لنا....
 
 الأستاذة : هالة فريوي
القيروان في 16-10- 2023

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حين مررت /بقلم المهندسة :هند كولين

ماذا أقول/بقلم الشاعره: لطيفه الزجاري

أريد أن ينزل الغيث/بقلم الشاعرة :غزلان البوادي حمدي